بسم الله الرحمن الرحيم
تأمَّلْ أخي الحبيب وأختي الغالية في قوله تعالى {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ}، أمر الله في حالة وقوع الطلاق في أول مرة أو المرة الثانية ألا تخرج المرأة من بيت الزوجية ولا يجوز للزوج أن يخرجها من بيت الزوجية مدة العدة كاملة وذلك له فائدة اجتماعية عظيمة، وهي ارجاع الوضع إلى سابق العهد لأنها إذا خرجت قد تجد من يمنعها من الرجوع حتى ولو أرادت هي، وكذلك الزوج قد يأتيه من يمنعه أن يرجع زوجته بل قد يأتيه من يرغبه في زوجة أخرى زيادة في النكال بالأولى وليس من أجل تطبيق سنة التعدد، وبعضهم يفعل ذلك سدا لباب الرجعة اليها وهذا خلاف الشرع المطهر الذي الزم المرأة بالبقاء وأن تكون معه مثل الزوجة في كل الأحكام وإذا حصل بينها أمر خاص بالزوجية فهذا دليل على الرجوع وتسير الحياة هادئة وقد تجاوزت عقبة عظيمة، بل إن الله تعالى قال{وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ}، فالله - عز وجل - سمى الرجل في زمن العدة بعلا كما في الآية والبعل هو الزوج فهو زوجها في زمن العدة له ما للزوج وعليه ما على الزوج بكل المعاني وهو أولى بردها إلى عصمته حفاظا على كيان الأسرة بالكامل، فهل ينتبه إلى ذلك بعض الرجال والنساء الذين بمجرد وقوع الطلاق ذهبت إلى أهلها أو أخرجها الزوج فتكبر المشاكل ويصعب الرجوع بل تقطع جميع المحاولات وتنسى الذكريات وتتحول إلى بغضاء ويهدم البيت والكيان ولن يكسب ذلك إلا الشيطان وإلى الله الشكوى.